سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة

الولايات المتحدة تؤكد أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الحل الوحيد الممكن للنزاع حول الصحراء

نيويورك1 – 5 – 2008 - أكدت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء أمام مجلس الأمن الدولي، أن قيام دولة مستقلة بالصحراء ليس خيارا واقعيا، مبرزة أن حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية يعد "الحل الوحيد الممكن" لتسوية هذا النزاع، وأن واشنطن ستعزز انخراطها للبحث عن تسوية لهذا النزاع.

وقال سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السيد ألساندرو وولف، في تصريح عقب تصويت مجلس الأمن الدولي، أمس، على قرار جديد بخصوص الصحراء، "نتقاسم مع السيد فان فالسوم تقييمه الذي أكد فيه أن قيام دولة مستقلة بالصحراء ليس خيارا واقعيا لحل النزاع، وأن حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن".

من جهة أخرى، أضاف السيد وولف، أمام الصحافة، أن "الطريقة المثلى هذه المرة، والأكثر واقعية للسير قدما، هي العمل من أجل إيجاد تسوية متفاوض بشأنها تفضي إلى حكم ذاتي حقيقي في إطار السيادة المغربية". وقال " هذا هو موقفنا الوطني وقد عرضناه بكل وضوح أمام مجلس الأمن ".

وأعرب السفير الأمريكي، عن الأسف من أن " نزاع الصحراء الغربية طال أمده، وتسبب في توترات ومعاناة إنسانية، وأعاق أي تقدم نحو تحقيق الاندماج الإقليمي في شمال إفريقيا".

وقال السيد وولف "إنني على يقين من أن أي طرف منا حول هذه الطاولة تحدوه رغبة أكيدة للتوصل إلى حل سياسي " لهذا النزاع يحظى بقبول الأطراف، ملاحظا في الوقت نفسه أن الجولات الأربع من المفاوضات "أظهرت صعوبة التوصل إلى حل من هذا القبيل على الرغم من جدية وتفاني وصدق المبعوث الشخصي للأمين العام بيتر فان فالسوم".

وبعد أن رحب بتمديد مهمة بعثة المينورسو لمدة سنة، والتي قال إن مهمتها "حيوية"، أعرب السيد وولف عن الأمل في أن يمكن هذا القرار الأطراف من الانخراط في البحث عن تسوية بشكل مدعم ومكثف ومبدع.

وأضاف " إننا نعتزم تعزيز انخراطنا الخاص خلال الأسابيع والأشهر المقبلة" من أجل تشجيع الأطراف على المضي قدما إلى الأمام

وتابع سفير الولايات المتحدة قائلا " برأينا، يتعين أن تنصب الجولات المقبلة من المفاوضات على تحديد نظام حكم ذاتي" يحظى بالقبول ويستجيب لتطلعات سكان الصحراء.

وبعد أن ذكر بأن المغرب كان قد قدم مقترحا وصفه مجلس الأمن بالجاد وذي المصداقية، دعا السفير الأمريكي "البوليساريو إلى الشروع في مفاوضات مع المغرب على أساس هذه التفاصيل أو تقديم مقترحه الخاص الشامل للحكم الذاتي".

من جهة أخرى، وفي تصريح للصحافة أعرب السيد وولف عن ارتياحه للمصادقة بالإجماع على القرار الجديد في أعقاب " مفاوضات ومباحثات مطولة ".

وقال " كان لنا أن نتعامل مع قرار صعب للغاية للتفاوض، ونحن مرتاحون لأنه تمت المصادقة عليه بالإجماع"، موضحا أن الهدف الرئيسي للمجلس يتمثل في "إعطاء دينامية للمفاوضات ".

وفي معرض رده على سؤال حول العمل الذي تعتزم بلاده القيام به في هذا الصدد، أكد أن واشنطن "تعتزم بشكل جدي مد يدها للأطراف وتعزيز انخراطنا الخاص".

وبخصوص الادعاءات التي يروجها مرة أخرى سفير جنوب إفريقيا الذي قلل من شأن الدعوة إلى التحلي بالواقعية وروح التوافق، قال الديبلوماسي الأمريكي "أعبر عن أسفي لهذه التصريحات"، موضحا أن غياب مقاربة واقعية تقف وراء استمرار العديد من الأزمات عبر العالم في الوقت الراهن.

وشدد على أن "لا أحد يتعين عليه أن يعارض فكرة معالجة المشاكل بشكل واقعي".

وفي ما يتعلق بالإقصاء المزعوم للأعضاء غير الدائمين بالمجلس من مسلسل صياغة القرار، وهي اتهامات تقدم بها ممثلا كوستاريكا وجنوب إفريقيا، أكد السفير الأمريكي أن جميع أعضاء المجلس انخرطوا في المفاوضات، وأن تعديلات تم أخذها بعين الاعتبار وأخرى لم تكن كذلك، غير أن "الجزء الكبير من القضايا المطروحة تم تضمينها في نص القرار".