قبل بدء الجولة الرابعة من المفاوضات

الأحزاب السياسية تتهم "البوليساريو" بعرقلة مبادرة الحكم الذاتي

الرباط : من المقرر أن تبدأ الجولة الرابعة من المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليساريو تحت اشراف الامم المتحدة من 11 الى 13 مارس/آذار الحالي ، في مانهاست بضاحية نيويورك، بهدف التوصل إلى إتفاق سياسي يقوم على منح الشعب الصحراوي حق تقرير المصير ،حيث إنه لم تتح الجولات الثلاث السابقة التي عقدت في المكان نفسه للطرفين تبديد خلافاتهما الاساسية حول مستقبل الصحراء الغربية.

محيط ـ منارة جمال

وقد حضر الجولات الثلاث تلك مندوبون عن موريتانيا والجزائر المجاورين، وترمي المحادثات الى ايجاد حل يوافق عليه الطرفان لتسوية هذه المشكلة التي بدأت قبل 32 عاما.

قضية الصحراء

كان المغرب قد ضم الصحراء الغربية المستعمرة الإسبانية السابقة، عام 1975 وناضلت البوليساريو المدعومة من الجزائر من أجل استقلال هذه المنطقة إلى أن تم التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في عام 1991.

وتطالب" البوليساريو " اليوم بإجراء إستفتاء حول تقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة يترك للناخبين الصحراويين الاختيار بين الالتحاق بالمغرب والاستقلال أو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

ويتمسك المغرب باقتراحه القاضي بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره السبيل الوحيد الذي يؤدي في رأيه إلى "سلام الشجعان".

أحزاب سياسية مغربية ومبادرة الحكم الذاتي في الصحراء

اجمع قادة بعض الأحزاب السياسية الوطنية في المغرب على أن محاولات جبهة البوليساريو المساس بالوضع القائم أو فرض الأمر الواقع في المنطقة العازلة بتفاريتي في الصحراء يهدف بالأساس إلى عرقلة مبادرة الحكم الذاتي التي كان لها صدى إيجابيا على المستوى العالمي .

شارت وكالة الانباء القطرية "قانا" إلى أن سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وصف في تصريح صحفي له عزم البوليساريو القيام بتعمير المنطقة الخالية بتفاريتي بأنه اعتداء على أرض مغربية وهروب إلى الأمام.

وأ

وقد ذكر العثماني أن مبادرة الحكم الذاتي حظيت بتنويه جهات متعددة آخرها تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي وصفها بالجدية وذات مصداقية. 

وأعرب العثماني عن أسفه كون الطرف الآخر يحاول خلق وضع غير طبيعي من أجل إفشال المبادرة المغربية .. داعيا الجميع في هذا الصدد إلى التحلي باليقظة الكاملة لإفشال كل المناورات. 

ومن جهته ، أكد محمود عرشان الأمين العام لحزب الحركة الاجتماعية الديمقراطية المغربية على أن محاولة الشروع في تعمير وإنجاز بنيات تحتية بالمنطقة العازلة بتفاريتي لن يقبلها المغاربة، مؤكدا على أن كل مكونات الشعب المغربي تسير في صف واحد وفي خندق واحد للدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد . 

"البوليساريو" .. مناشدات بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية

ودعا محمد عبدالعزيز زعيم جبهة بوليساريو، القوى العظمى إلى الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي أعلنت من طرف واحد عام 1976.

وقال زعيم الجبهة خلال مؤتمر صحافي بمناسبة الذكرى الـ 32 لإعلان الدولة الصحراوية : "يجب أن تتقيد القوى العظمى التي لم تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالشرعية الدولية".

وذكرت جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو" بحسب جريدة "البيان" الإماراتية أن 82 دولة معظمها افريقية اعترفت بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ولكن لم تعترف بها أية دولة من الدول الدائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي وكذلك أية دولة من الدول الصناعية الثماني الكبرى .

وندد عبدالعزيز بهذه القوى العظمى التي اعترفت باستقلال كوسوفو ولم تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، مشيرا إلى أن مشكلة الصحراء الغربية معترف بها في عدد كبير من قرارات مجلس الأمن الدولي منذ الستينات بأنها ناجمة عن انتهاء مرحلة الاستعمار. 

الجزائر وإنهاء الاستعمار

وقد دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى إنهاء الاستعمار في إقليم الصحراء الغربية، مؤكدا دعم بلاده لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

وقد أكد الرئيس الجزائري في خطاب أرسله إلى محمد عبد العزيز رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المعلنة من جانب واحد تأييده لتطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن إنهاء الاستعمار في الإقليم ويأتي ذلك بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس الدولة.

ووفقا لما ورد بجريدة "الرأي" الأردنية، أوضح بوتفليقة أن الجزائر تؤيد الإلتزام الكامل بقرارات المنظمة الدولية بشأن إنهاء الاستعمار في الإقليم، كما تؤيد جهود المجتمع المدني لتطبيق تلك القرارات.

وقد أعرب الرئيس بوتفليقة عن أمله في أن تنجح الجولة الرابعة للمفاوضات بين جبهة البوليساريو الانفصالية الصحراوية والمغرب والمقررة في بلدة مانهاست الأمريكية القريبة من نيويورك أيام 11 و12 و13 من  مارس الحالي، في التوصل لإتفاق سياسي يقوم على منح الشعب الصحراوي حق تقرير المصير.

وفي هذا الإطار ، دعا بوتفليقة الأمم المتحدة الى العمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1754 وتوضيح الإطار الذي تسير فيه المفاوضات.

جدير بالذكر أن مجلس الأمن أصدر القرار 1754 في 30 إبريل 2007 م، ودعا فيه الجانبين إلى إجراء مفاوضات دون شروط مسبقة وبنيِّة طيبة بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل وممتد يرضي الطرفين.

ويشار إلى أن الجولات الثلاثة السابقة للمفاوضات في مانهاست لم تسفر عن نتائج محددة تسهم في تسوية النزاع حيث تمسكت جبهة البوليساريو بطلب إجراء استفتاء شعبي حول تقرير المصير في الإقليم الذي ضمته المغرب إليها عام 1975 ، بينما أصرت المغرب على اقتراحها بمنح الإقليم حكما ذاتيا واسعا تحت السيادة المغربية. 

استياء جزائري من دور أسبانيا

وقد أبدى الرئيس بوتفليقة مؤخرا استياءه من موقف أسبانيا من النزاع في الصحراء الغربية، داعيا إياها إلي التحرك بحزم لحمل المغرب علي القبول بالإستفتاء لتقرير مصير المنطقة.

وقال بوتفليقة : "إن أسبانيا لا يمكنها أن تظل غير مكترثة للوضع ، حيث يعاني الشعب الصحراوي الذي رزح تحت سيطرتها الإستعمارية من عام 1885 إلي عام 1975".

ودعا عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة الجزائرية أسبانيا إلي لعب دور فاعل لحل النزاع القائم بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء الغربية منذ عام 1975 تاريخ انسحاب أسبانيا من هذا الإقليم الصحراوي الذي احتلته عام 1885.

ونقلت الخارجية الجزائرية في موقعها علي شبكة الإنترنت، عن بلخادم قوله :" إنه يتوجب علي أسبانيا لعب دور فاعل في تنفيذ لوائح الأمم المتحدة قصد تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بكل حرية".

وأكد رئيس الحكومة وفقا لما ورد بجريدة "القدس العربي" الفلسطينية أن الجزائر تعتبر أنه يترتب علي أسبانيا مسئولية كسلطة مديرة للصحراء الغربية وعليها من ثمة لعب دور فاعل في تنفيذ لوائح الأمم المتحدة قصد تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره وفقا للوائح الأممية.

وشدّد بلخادم علي أن بلاده لا يسعها الا أن تؤيد الشرعية الدولية من خلال دعم مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

موقف الأمم المتحدة من القضية

توجه بيتر فان فالسوم وسيط الامم المتحدة للصحراء الغربية إلى شمال افريقيا لاجراء مشاورات، قبل الجولة الرابعة من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو حول مستقبل هذه المنطقة، وسيزور الرباط وتندوف والعاصمة الجزائرية ونواكشوط خلال جولة تستمر عشرة ايام.

ومن المقرر أن تكون هذه الزيارة تمهيدا للجولة الرابعة من المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليساريو تحت اشراف الامم المتحدة المقررة من 11 الى 13 مارس/آذار في مانهاست بضاحية نيويرايس تبحث عن حل لمشكلة الصحراء الغربية

وقد بحثت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية مع نظيرها المغربي الطيب الفاسي الفهري وضع الصحراء الغربية وجددت التأكيد على دعم الولايات المتحدة للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتسوية هذه المشكلة التي تعود إلى 32 عاما.

ونقل راديو "سوا" الامريكي عن شون ماكورماك المتحدث بإسم وزارة الخارجية قوله: "إن رايس التي استقبلت الفهري في وزارة الخارجية أعربت عن دعمها التام وكذلك عن دعم الحكومة الأمريكية للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لايجاد حل لمشكلة الصحراء الغربية".

وأضاف ماكورماك أنهما تحدثا مطولا عن المغرب وعن الجهود التي تبذل لحل مسألة تجاوز الحدود وكذلك النزاعات القديمة كي تتمكن دول المغرب من التلاقي.

البوليساريو والمغرب .. وسط خروقات وتوترات

استمراراً لتوتر الأوضاع بين المغرب وجبهة البوليساريو, هددت "البوليساريو" في وقت سابق بإستئناف الحرب ضد الرباط , مطالبةً في الوقت نفسه كلاً من مدريد وباريس التحرك من أجل إجبار المغرب على قبول تنظيم استفتاء حول تقرير المصير.

وقالت الجبهة في ختام مؤتمرها الثاني عشر بتيفاريتي التي تسميها "أرضًا محررة" وتعتبرها الرباط منطقة عازلة:" منذ وقف إطلاق النار في 1991 تتحمل الحكومة المغربية عواقب فشل عملية التفاوض لاسيما في ظل استئناف الأعمال العسكرية".

وفي المقابل ، اتهمت الحكومة المغربية الجبهة باتخاذ موقفًا غير مسئول على الإطلاق, وقال خالد ناصري وزير الإعلام : "إن هذا التهديد غير المسئول لن يغير شيئًا لأن المجتمع الدولي أعرب عن تأييده للمشروع المغربي القاضي بمنح المناطق في جنوب المملكة "الصحراء الغربية" حكمًا ذاتيًا أوسع".

وأضاف ناصري:"مشروع المغرب منح الحكم الذاتي هو حل جدي يتمتع بمصداقية، ولذا فإننا نعبر عن دهشتنا لصدور مثل هذه التصريحات عشية الجولة الثالثة من المفاوضات المقررة من السابع الى التاسع من يناير في منهاسات قرب نيويورك".

ومن جهته ، قال محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو : "إن حركته المدعومة من الجزائر تتهيأ لخوض حرب طويلة الأمد بمجرد أن يثبت فشل المفاوضات السلمة مع المغرب..سنستأنف الكفاح المسلح عندما نكون على قناعة بأن الأمور وصلت إلى طريق مسدود وأن الرباط يرفض الحل السلمي وأن الأمم المتحدة أخفقت في عملية إزالة استعمار الصحراء الغربية".

وقد أكد روبير هولي المدير التنفيذي للمركز المغربي الأمريكي للسياسة، أن تعنت "البوليساريو" وتهديداتها بالعودة إلى حمل السلاح، يشكلان مأساة بالنسبة للصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف، جنوب الجزائر.

وأبرز هولي أن هذه التهديدات تشكل عراقيل جديدة أمام جهود المغرب والأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذين يعملون بجدية لإيجاد تسوية سلمية وتوافقية لنزاع الصحراء .

وحرص هولي، من خلال هذا المسعى، على تصحيح "بعض المغالطات" التي نشرت في الجريدة نفسها في وقت سابق، يفند من خلاله "التمثيلية" المزعومة "لبوليساريو"، الذي يسير، كما قال، بشكل استبدادي من قبل الأشخاص نفسهم منذ أزيد من ثلاثة عقود.

وأوضح المدير التنفيذي للمركز المغربي الأمريكي للسياسة، أن زعماء الانفصاليين يحتجزون عشرات الآلاف من الصحراويين، في مخيمات جنوب الجزائر، من دون تمكينهم من أي فرصة حقيقية لاختيار ممثليهم، فبالأحرى تحديد مصيرهم.

ومن جانبه، اتهم الطيب الفاسي الفهري وزير الشئون الخارجية والتعاون المغربي جبهة البوليساريو بخرق وقف إطلاق النار في منطقة لتيفاريتي في الصحراء الغربية بدعم من الجزائر إثر عقد مؤتمرها خلال الفترة من 14 إلى 18 ديسمبر الماضي في هذه المنطقة.

ووفقا لما ودر بجريدة "الوطن" السعودية فقد دعت رسالة وزعتها السفارة المغربية في الرياض، بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة لإتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف هذه الممارسات المناقضة لمناخ الثقة والصفاء الذي يجب أن يسود في المنطقة.

كما أشارت رسالة السفارة المغربية إلى مضاعفة الاختراقات العسكرية للمنطقة من قبل البوليساريو انطلاقاً من الأراضي الجزائرية.

وقال الطيب الفهري في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة : "إن الانتهاك الجديد لوقف إطلاق النار والموقف السلبي للمهمة ، إضافة إلى التصريحات السلبية والعدائية للبوليساريو التي رافقتها تثير مشاعر قوية".

وأكد وزير الخارجية على أن المنطقة التي توجد بها تيفاريتي تشكل جزءا لا يتجزأ من أراضي الصحراء الغربية، مهدداً باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية للرد على ذلك.

كما أعرب الفهري عن خشيته أن تعتبر البوليساريو والجزائر غياب رد الفعل حثا وتشجيعا لممارستهما.

المغرب يتهم البوليساريو بقتل شرطي

هذا وقد اتهمت وزارة الداخلية المغربية، عناصر جبهة البوليساريو بالتسبب في اصابات مميتة لشرطي الاسبوع الماضي في طانطان التي تقع علي بعد 950 كلم جنوبي العاصمة الرباط .

وقال مصدر في الوزارة بالرباط: "إن رجل الأمن عبد العزيز المسكي (35 عاما) تم الاعتداء عليه بوحشية في طانطان بايدي انفصاليي البوليساريو".

وقد اصيب المسكي في رأسه ونقل الي مستشفي مراكش حيث قضي متأثرا بجروحه الاثنين، وتمت مواراة جثمانه بعد ظهر امس بمراكش "جنوب".

وتم توقيف ستة اشخاص في اطار التحقيق في هذه الواقعة في حين لا يزال سابع بحالة فرار، بحسب المصدر ذاته .

وقال مصدر امني في طانطان : " إن اثنين من الموقوفين معروفان بنزعتهما الانفصالية"، واضاف أن هذه العصابة كانت تمنع الشرطة من دخول حي عون رحمة "في المدينة" بل انها منعت قبل شهر تنظيم السوق الاسبوعي للمدينة.

ونددت ابرز الاحزاب السياسية المغربية الاثنين بقتل الشرطي ووصفته بانه اعتداء آثم نفذه انفصاليو البوليساريو.

الجولة الثالثة .. ونتائجها

فعند انطلاق الجولة الثالثة للمفاوضات بين المغرب وجبهة تحرير الساقية ووادي الذهب "بوليساريو" في ضاحية مانهاست قرب نيويورك، وبعد جولتين جولتين سابقتين لم تثمرا عن نتائج تذكر، أعربت مصادر مغربية مسئولة عن موقف غير متفائل بالخروج بنتائج مهمة.

وأشارت المصادرإلى أن يد الرباط مفتوحة للدخول في تفاصيل مبادرتها إقامة حكم ذاتي في الصحراء وإن "بوليساريو" لا تملك سلطة القرار وتفتقد الاستقلال، كما أن الرباط تريد من جولة التفاوض الجديدة موقفا جزائريا واضحا.

وفي المقابل ، قال قيادي ومسئول كبير سابق في "بوليساريو" يشارك في المفاوضات :" إن الجبهة ستحرص في الجولة الثالثة من مفاوضات الحكم الذاتي في الصحراء مع المغرب على أن تكون هي المفاوض الوحيد الذي من حقه التحدث باسم كل الصحراويين والإيهام بتمثيلهم، وهو ما ينافي الواقع تماما".

وأضاف المصدر قائلا :" إن الجبهة تتمسك بأن تجري المفاوضات في إطار الأمم المتحدة حتى تعطي الصبغة الدولية لتمثيليتها وأنه إذا لم تستطع المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة إحراز تقدم ملموس، فمن الأفضل أن تتم خارج الأمم المتحدة، وقد تأخذ بعدا إقليميا".

وتوقع المصدر أن جبهة "بوليساريو" ستظل متمسكة بتقرير المصير في جولة التفاوض الجديدة وأن الجزائر نصحت قيادة "بوليساريو" بعدم الانفتاح على قيادات شابة لها مواقف معينة حيال كيفية حل نزاع الصحراء".

وتابع المصدر الحديث قائلا :" إن بوليساريو لا تملك سلطة القرار وتفقد الاستقلالية وغير مسؤولة بتلويحها بورقة استئناف العمل العسكري".

فشل بعد الجولة .. "بحثا بناء الثقة .. ولم يتفقا على شئ"

وقد انتهت الجولة الثالثة من المحادثات دون التوصل الى اتفاق ينهي الصراع المستعر منذ 32 عاما بين الجانبين.

ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن وسيط الامم المتحدة بيتر فان فلسوم قوله:" إن الجانبين قد اتفقا على مواصلة المحادثات في الحادي عشر من شهر مارس/آذار المقبل في نيويورك".

واضاف الوسيط  قائلا :" إن الجولة الاخيرة التي استمرت يومين لم تفلح في تسوية (الخلافات القوية) بين الطرفين".

وقال الوسيط الدولي إن الجانبين "بحثا السبل الكفيلة ببناء الثقة بينهما، الا انهما لم يتفقا على شئ"، كما بحث الجانبان قضايا اخرى تتعلق بالادارة والصلاحيات والهياكل.

واعلن فلسوم ان الجانبين رحبا بمقترحه القاضي بقيامه بزيارة المنطقة قبيل انعقاد الجولة القادمة من المحادثات في مارس/اذار المقبل.

ومن جانبه، ذكر الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي بأن مجلس الامن كان قد وصف عرض بلاده بمنح اقليم الصحراء حكما ذاتيا بأنه عرض "جدي وذو مصداقية" يرمي الى "تحريك العملية السياسية قدما نحو الحل".

وعبر الفهري عن امله في ان يتمكن الطرفان من انجاز تقدم خلال الجولة الرابعة من المحادثات قائلا: "لقد خطا المغرب خطوة كبيرة، ونتوقع من الطرف الآخر ان يرد باسلوب مماثل".

ولكن رئيس وفد بوليساريو محفوظ علي بيبا كرر التزام حركته بـ"اجراء استفتاء حر ونزيه يختار فيه الشعب الصحراوي بين الاستقلال التام الذي تدعو له بوليساريو والحكم الذاتي الذي طرحه المغرب".

وبينما رحب مندوب بوليساريو بقرار مواصلة المحادثات، حث الجانب المغربي على "التخلي عن سياسة الاملاء والابتعاد عن الرغبة في فرض الحلول من جانب واحد".

وكانت "البوليساريو " قد حذرت من انها قد تستأنف العمل العسكري في حال فشل المحادثات.

وقد أكدت فرنسا والولايات المتحدة الامريكية دعمهما للمغرب في مقاربته لتسوية نزاع الصحراء الغربية وطلبتا من جبهة البوليساريو التعامل الايجابي مع مقترح الحكم الذاتي الذي يقول المغرب : " إنه الحل الوحيد الذي يمكن التفاوض بشأنه لحل النزاع".

وأعلنت فرنسا أنها تقدم دعمها الكامل لجولات المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو من أجل التوصل الي حل نهائي لنزاع الصحراء، مذكرة بأن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب يشكل أساسا جيدا للانطلاق.

قالت باسكال آندرياني المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية:" إن بلادها تتبع عن كثب تطورات هذا الملف وتقدم دعمها الكامل لجولات المفاوضات بهدف إيجاد تسوية نهائية لنزاع الصحراء ".

وأعلنت آندرياني أن برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي اجري مباحثات بباريس مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري في إطار المشاورات المنتظمة بين البلدين .

وأضافت آندرياني قائلة : "إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان قد أكد خلال زيارته للجزائر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي ، موقف فرنسا والمتمثل في اعتبار مخطط الحكم الذاتي المغربي أساس جيد للانطلاق".

وأعربت آندرياني عن أملها في أن تمكن جولات المفاوضات هذه في الختام من إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية.

	الطيب الفاسى الفهرى وزير خارجيه المغرب

	كونداليزا رايس وزيره الخارجيه الامريكيه

	عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجزائر

	محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو