فعاليات موريتانية تدعو

فعاليات موريتانية تدعو إلى اعتماد مبادرة الحكم الذاتي أساسا وحيدا لمفاوضات الحل النهائي لمشكل الصحراء

نواكشوط5-8-2007- دعت مجموعة من المنظمات وفعاليات المجتمع المدني الموريتاني، من مفكرين ومثقفين وإعلاميين ونقابيين وقادة أحزاب سياسية ، إلى اعتماد مباردة الحكم الذاتي كأساس وحيد لمفاوضات الحل النهائي لمشكلة الصحراء.

جاء ذلك في ختام ندوة حول موضوع "مبادرة الحكم الذاتي وآفاق الحل في الصحراء" نظمتها مساء أمس السبت بنواكشوط جمعية الصداقة الموريتانية-المغربية بتعاون مع جمعيات من المجتمع المدني الموريتاني.
وشدد المتدخلون ضمن التوصيات التي انبثقت عن الندوة على أن مبادرة الحكم الذاتي تشكل تطورا مهما من شأنه المساهمة في الخروج من المأزق بل وبإمكانها أن تكون الأساس الوحيد للتفاوض بين أطراف النزاع.
وفي الكلمة الافتتاحية لهذه الندوة، قدم السيد محمد ولد سيداتي، رئيس جمعية الفضاء المغاربي صورة للوضع الراهن و"سبل مساهمة الفاعلين الجمعويين الموريتانيين في إنهاء هذا الملف كي تتسارع وتتعاظم جهود البناء المغاربي".
ودعا إلى الإسراع ببناء حركة مغاربية فاعلة لدعم المبادرة المغربية التي تعتبر " الخيار الأمثل لتسوية الملف حتى يتفرغ الجميع للبناء الاندماجي المغاربي كل من موقعه ".
ومن جانبه أكد الصحفي محمد المختار ولد محمد فال، رئيس رابطة الصحف المستقلة في موريتانيا، مدير صحيفة "النهار" أن منطقة المغرب العربي ما تزال تعاني من تبعات وآثار الاستعمار وتقسيم دول المنطقة إلى كيانات سعيا إلى منع تحقيق حلم الوحدة.
وقال إن الاستعمار "ترك لنا قنبلة موقوتة لا مستقبل للمغرب العربي معها ما لم نتشبث بوحدتنا ونتجاوز خلافاتنا" مضيفا أن "المغرب طرح مقترحا أصبح موضوعا للنقاش وترعاه الأمم المتحدة وحاز على دعم دولي واسع".
وأعرب عن أمله في أن تصبح مبادرة الحكم الذاتي " حلا نهائيا لمشكلة الصحراء " على نحو تحفظ لكل الأطراف ماء الوجه وتمنع ظهور كيان هزيل سيكون عالة على غيره ".
ومن جهة أخرى، تناول الحقوقي الموريتاني وأستاذ القانون في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في نواكشوط الدكتور ديدي ولد السالك في محور "آفاق الحل في الصحراء " جوانب تاريخية وجيو استراتيجية في مواقف الدول المعنية بالصحراء والقوى العظمى.
وأوضح ديدي ولد السالك أن محددات الموقف المغربي تنطلق من ضرورة وحدة أراضي المغرب وسعيه لتجاوز قضية الصحراء للتفرغ لمواجهة اكراهات التنمية.
من جانبه، تطرق الإعلامي الخليل ولد أجدود إلى إحدى الزيارات الملكية لمدينة العيون حاضرة الصحراء واصفا "التقدير والإعجاب الذي يكنه سكان الصحراء من مختلف القبائل الصحراوية والمشارب والاتجاهات لمواقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
وشدد الإعلامي الموريتاني على أن سكان الصحراء " أظهروا تلاحما شديدا في كل محطة من محطات الزيارة الملكية مع خيارات وقرارات ومبادرات " جلالة الملك محمد السادس الذي يبدي "حرصه الشديد على ربط الصحراويين بقطار التنمية والبناء والتشييد والإعمار في مختلف مناطق المملكة" .
وحول مبادرة الحكم الذاتي، أبدى ولد أجدود ارتياحه للإجماع الدولي الذي حظيت به ، داعيا فعاليات وتنظيمات المجتمع المدني في موريتانيا وفي غيرها من الدول الإفريقية إلى التفاعل الإيجابي مع المبادرة المغربية واعتبارها درجة متقدمة من درجات الديمقراطية.
ولفت إلى أن موقف المغرب ومبادرته للحكم الذاتي أصبحا يحظيان بقبول غير مسبوق في القارة الإفريقية، موضحا أن عدد الدول التي كانت تعترف ب "كيان البوليساريو أصبح في تراجع مستمر وكبير".
وأشار إلى أن المغرب ومنذ تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش "رسم سياسة تعتمد على القرب من إفريقيا والتعاون والتضامن معها والإصغاء إلى معاناتها والتفاعل الإيجابي مع مشاكلها".
وقال إن مبادرة الحكم الذاتي توفر " أرضية خصبة للتفاوض ومن غير المعقول القفز عليه أو استبداله بسواه