Lettre ouverte à Monsieur le Président Abdelaziz Bouteflika

Lettre ouverte à Monsieur le Président Abdelaziz Bouteflika

     باريس،21 ابريل 2008

رسالة  مفتوحة  إلى السيد رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية والشعبية

قصر المرادية الجزائر العاصمة

ا لسيد الرئيس والأخ العزيز،

سلام الله عليكم وبعد،

يتشرف أعضاء المنتدى الأورومتوسطي ابن رشد، منتدى يضم في عضويته جزائريين ومغاربة وتونسيين وليبيين وموريتانيين، أن يخاطبكم في موضوع غياب اتحاد المغرب العربي في المناقشات الدائرة في أوروبا حول إنشاء الاتحاد الأورومتوسطي الذي قد بدا يتأكد أن مدينة مرسيليا قد تكون عاصمة له. غياب مغاربي ملحوظ، دون مبرر مقبول، ترك  للدبلوماسية الأوربية وعلى رأسها فرنسا، التي سوف تشغل منصب رئيس الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب، اتخاذ قرارات مصيرية مكان الشعوب المغاربية.

سيدي الرئيس والأخ الكريم،

إن ا لسبب الأول حسب شعوب المغرب العربي، يكمن في صمتكم وسكوتكم حول ما يخطط للبحر الأبيض المتوسط في أروقة الدبلوماسية الأوربية خاصة ضفته الجنوبية. إن هذا الموقف الجامد والغير مسؤول له تفسير واحد هو حالة التوتر التي تعرفها العلاقات المغربية الجزائرية، توتر أخد منحنى تصاعدي في الآونة الراهنة، مصدره نزاع الصحراء، المستعمرة الاسبانية السابقة.

سيدي الرئيس والأخ الكبير،

إن هذا التصعيد بين الجزائر والمغرب أخد أبعادا خطيرة، أصاب شعوبنا بالإحباط واليأس. ويرجع هذا الشعور بالخيبة والتشاؤم من مستقبل شعوبنا الغامض إلى الأسباب الآتية :

1-   فشل كل المساعي الدبلوماسية الحميدة لإحياء اتحاد المغرب وتقريب وجهات النظر بينكم وبين ملك المغرب.

2-   السباق الجنوني نحو التسلح على حساب التنمية والديمقراطية في المنطقة .

3-  انتشار الرعب والعنف والإرهاب، ظواهر لا يمكن استئصالها إلا بالتنسيق مع الجيران في إطار إستراتيجية موحدة.

4-  ضعف موقف المفاوض المغاربي مع الاتحاد الأوروبي بسبب الأنانية والتمزق، وضع يسمح للدول العظمى تطبيق سياسة فرق تسد بشكل انفرادي.

5-  التراشق  الإعلامي بينكم وبين الجيران وصل إلى حد العبث والتجريح.

6-  النزيف الاقتصادي الذي تعرفه المنطقة بسبب التهريب وإفرازاته السلبية المتنوعة على  إمكاناتكم وإمكانيات المغرب (خسارة ملايين الدولارات).

سيدي الرئيس والأخ المناضل،

إن المنتدى الأورومتوسطي ابن رشد يناشدكم التأمل في محتوى هذه الرسالة، وان تقفوا وقفة شجاعة للحد من هذا التمزق والضعف والتشرذم، الذي تعرفه منطقة شمال إفريقيا، كما نرجوكم التفضل لا يجاد حلول لوضعنا المحزن طبقا للمقولة الشهيرة "لا غالب و لا مغلوب"

سيدي الرئيس والمغربي المجاهد،

إنكم من أبناء مدينة وجدة المجاهدة، عاصمة المغرب الشرقي، التي احتضنت الثورة الجزائرية وأبناءها. فاختلط الدم الجزائري والمغربي في أحراشها، وأوديتها وأرحامها، جهة تعرف نموا واستقرارا ملحوظين، وهي كأختها في الجهة الغربية من بلدكم، تتوفر على إمكانات اقتصادية كبيرة هائلة، منطقة لا تنتظر منكم فتح الحدود البرية إلا لشيء واحد، هو صلة الرحم واللقاء الذي طال انتظاره بين الأخوة والشعب الواحد. 

سيدي الرئيس والأخ المحترم،

إن المنتدى الأورومتوسطي ابن رشد، يذكركم وانتم الدبلوماسي المحنك أن حجم الخلاف بين الجزائر والمغرب لم يصل ونحمد الله على ذلك، إلى مستوى النزاع بين الكوريتين أو الصينيتين ولا حتى القبرصيتين، ولم يرق إلى النزاع بين ألمانيا وفرنسا، فخلافكم مع جيرانكم هو بسيط في حجمه وتفاعلاته في نظر شعوبنا، لا يحتاج  من قادة المغرب العربي إلا إلى إرادة سياسية قوية لطي صفحة الخلافات التي تعتقد شعوبنا أنها خلافات عبثية  مصيرها الزوال .

سيدي الرئيس،

إن المنتدى الأورومتوسطي ابن رشد، لا يسعى وراء هذا النداء الصريح الموجه إليكم إلى الالتفاف حول ملف الصحراء، كما يعتقد البعض، الذي هو بين أيدي الأمم  المتحدة المكلفة بالبحث عن حل عادل ومقبول بين الأطراف المتنازعة، فدوركم سوف يكون ايجابيا في نظرشعوبنا، كمناضل إفريقي وكدولة مهتمة بموضوع الصراع، هو حلحلة المشكل وانتم المفاوض القدير. 

سيدي الرئيس ،

إن المجتمع المدني المغاربي لا يقصد من وراء مخاطبتكم بصفة مباشرة وصريحة الضغط عليكم، ولكن ليضع الجميع على موعد مع التاريخ. إنها مبادرة إنسانية شعبية مغاربية  صرفة لا غير؟.

في الأخير، فان المنتدى الأورومتوسطي ابن رشد يعتقد اعتقادا راسخا أن لا سلام في البحر الأبيض المتوسط  بدون تنمية، وديمقراطية ولا تنمية وحرية بدون سلام.ولا اتحاد أورومتوسطي فاعل بدون المغرب والجزائر.

                                                   المنتدى الأورومتوسطي ابن رشد

جلال ابن باديس