جمهورية السيشل

سحب السيشل اعترافها بالجمهورية الوهمية.. رسالة قوية للإنفصاليين في سياق الجولة الرابعة من مفاوضات مانهاست

الرباط17-3-2008 أعلنت جمهورية السيشل اليوم الاثنين، من نيويورك في الوقت الذي انطلقت فيه الجولة الرابعة من المفاوضات حول الصحراء، عن سحب اعترافها بالجمهورية الصحراوية الوهمية، وهي رسالة قوية موجهة للانفصاليين ومن يرعاهم تدعوهم إلى الإسراع لاغتنام الفرصة التاريخية التي يمثلها مقترح المغرب بخصوص الحكم الذاتي.

ويندرج قرار السيشل ضمن موجة سحب وتجميد الاعترافات بالجمهورية الصحراوية المزعومة، والتي انطلقت منذ سنوات في عد تنازلي يعلن نهاية جمهورية وهمية ولدت ميتة فوق التراب الجزائري برعاية من الجزائر.

وبقرار السيشل هذا يرتفع الى35 عدد الدول التي سحبت أو جمدت اعترافها بالجمهورية الوهمية الوحيدة في العالم التي تم إعلانها في الصحراء الجزائرية جنوب تيندوف والتي لا تستجيب لمعايير الدولة، علما أنه منذ سنة2000 فقط، أعلن25 بلدا عن سحب أو تجميد اعترافه بالجمهورية الصحراوية الوهمية.

وكون القرار التي اتخذته السيشل تم الاعلان عنه من نيويورك حيث يوجد مقر الأمم المتحدة، يجعل منه رسالة للمجموعة الدولية التي يتعين أن تعي بأنه لم يعد هناك مجال للحديث عن الجمهورية المزعومة، وأن إعلانها كان مجرد مناورة من الجزائر التي انتهى بها الأمر اليوم إلى تعداد البلدان التي قطعت أي علاقة بصنيعتها هذه.

وبهذا القرار تنضم السيشل إلى القائمة الطويلة للبلدان الافريقية والأسيوية والأمريكية اللاتينية، التي أقدمت على الخطوة نفسها منذ سنوات، وهو ما يجعل من موجة سحب الاعترافات وتجميدها أو تعليقها، ليس مجرد صفعة دبلوماسية، بل هي أكثر من ذلك، تعد اندحارا. فعجلة التاريخ تسير إلى الأمام، ولا تنحرف أو تسير إلى الخلف. إذ لا يمكن رسم ملامح السياسة الدولية أو حتى خلق حدود جديدة أو تغيير تلك القائمة من خلال ترويج الأكاذيب.

إن قرار السيشل يأتي في سياق تشرذم "البوليساريو" وبموازاة مع حركة الانشقاق التي تنخره من الداخل، والتي بلغت أوجها بالعودة المكثفة لأزيد من مائة صحراوي في الأيام الأخيرة إلى وطنهم الأم، وأيضا في سياق الدعم الذي حظي به مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، بما في ذلك في مخيمات تندوف باعتباره حلا واقعيا وذي مصداقية يمكن السكان الصحراويين من تدبير شؤونهم، وبالخصوص من التخلص من قمع حفنة من الانفصاليين جندتهم الجزائر لخدمة مصالحها.

إنه السياق الذي يندرج فيه قرار السيشل وباقي البلدان، مما يعزز إرادة المجتمع الدولي المعلنة في إيجاد حل سياسي متفاوض بشأنه لقضية الصحراء على أساس مبادرة المملكة المغربية.

والواقع أنه لم يكن بوسع البلدان التي اعترفت بالجمهورية الصحراوية الوهمية في سياق ظروف معينة أن تبقى غير مبالية بالإطار التوافقي الذي وضعته المجموعة الدولية حول المبادرة المغربية التي تهدف إلى منح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية.

فقد انتهى عهد خطابات التعبير عن الارتياح، وجاء وقت التفاوض الجاد وأخذ الحقائق الملموسة بعين الاعتبار.