القاهرة12 /12 / ومع/ أكدت صحيفة (الحياة) اليوم الجمعة, استنادا الى مصادر صحراوية, ان تهديدات "البوليساريو" بالعودة الى السلاح, عشية انعقاد الجولة الثالثة من مفاوضات مانهاست, يعكس مأزقاً حقيقياً للانفصاليين إزاء أهداف هذه المفاوضات, التي تتوخى الاتفاق على آليات التسوية السلمية التي ترعاها الأمم المتحدة.
ورأت المصادر ذاتها أن الموقف الراهن "لا يطرح المفاضلة بين خياري الحرب والسلام وانما بين خياري المضي قدماً في الحل السياسي أو الإبقاء على المأزق الذي كان سائداً قبل صدور قرارات مجلس الأمن الأخيرة التي حضت الطرفين ودول الجوار على الدخول في مفاوضات لتجاوز المأزق" معتبرة أن التلويح بالحرب, أكان خياراً أو بالون اختبار, "يعاكس هذا التوجه".
ووصفت المصادر - تضيف الصحيفة - تهديد قياديين في جبهة "البوليساريو" بـ "معاودة حمل السلاح" بكونها تنم عن تناقضات داخلية يُرجّح أن تظهر إلى الوجود في مؤتمر الجبهة المقرر عقده في الرابع عشر من الشهر الجاري في تيفاريتي في المنطقة العازلة بين الجدار الأمني والحدود الشرقية مع الجزائر.
وذكرت في هذا الصدد بأن وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في مطلع1991 لم ينجم عن آليات التسوية السلمية فقط, وانما بسبب اهتزاز ميزان القوى بعدما استكملت القوات المغربية بناء الجدار الأمني الذي اعترف مقاتلو الجبهة بأنه حد من تحركاتهم بصورة ملحوظة, مشيرة الى أنه سبق للقائد العسكري أيوب الحبيب, الذي انشق عن "بوليساريو" عام2000 , أن اعترف بالصعوبات التي أصبحت تواجه مقاتليه بعد استكمال بناء الجدار الأمني بحيث "لم يسجل نزاع الصحراء أي هجمات أو معارك بين الطرفين منذ اكتمال" بنائه.
وأشارت الصحيفة من جهة أخرى إلى أن الاعتقاد السائد في أوساط نشطاء صحراويين داخل "البوليساريو", ومناهضين لها, هو أن مؤتمر تيفاريتي "لن يمر من دون انعكاسات", خصوصاً أن تيار "خط الشهيد" المنشق عن الجبهة سبق له أن دعا الى انتفاضة ضد القيادة الحالية. |