واشنطن تقدم دعما لا لبس فيه

واشنطن تقدم دعما لا لبس فيه للمقترح المغربي حول الحكم الذاتي

واشنطن15 – 8 – 2007 - قدم العديد من المسؤولين الأمريكيين ونحو180 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي دعما لا لبس فيه للمقترح المغربي القاضي بتخويل الصحراء حكما ذاتيا، في إطار السيادة المغربية، واعتبروه "جديا" و"ذا مصداقية" و"واقعيا" و"قابلا للتحقق" ويفتح طريقا واعدا لحل هذا النزاع الذي طال أكثر من اللازم.

وجاء دعم الولايات المتحدة للمقترح المغربي في الواقع كثمرة للحملة الدبلوماسية المغربية لدى العواصم العالمية المؤثرة، وخاصة البلدان أعضاء مجلس الأمن، والتي استهدفت تقديم وشرح الخطوط العريضة للمبادرة المغربية.

وقد تجدد هذا الموقف الأمريكي الداعم للمقترح المغربي يوم الاثنين الماضي، على إثر الجولة الثانية من المفاوضات التي جرت بمانهاست في ضاحية نيويورك، حيث اعتبرت الولايات المتحدة مرة أخرى أن مقترح تخويل الصحراء حكما ذاتيا يمثل "طريقا واعدا" ويقدم إطارا "واقعيا" لإجراء المفاوضات حول هذه القضية، علما بأن الإدارة الأمريكية كانت قد أعلنت عن موقف مساند للمقترح المغربي منذ أبريل الماضي من خلال وصفته بكونه "جاد وذو مصداقية".

وقالت واشنطن إنها تلقت بشكل "إيجابي جميع الجهود الهادفة إلى إيجاد حل واقعي وقابل للتنفيذ لهذا النزاع، الذي طال أكثرمن اللازم، وذلك بما يجلب السلم والاستقرار والرخاء الاقتصادي للمغرب العربي".

وكان كاتب الدولة الأمريكي بالنيابة في الشؤون السياسية السيد نيكولا بيرنز قد وصف المبادرة المغربية بأنها "جدية وذات مصداقية، تهدف إلى تخويل الصحراء الغربية حكما ذاتيا حقيقيا".

وبعد أسبوعين، جاء دور نائب كاتب الدولة بالنيابة المكلف بالمغرب العربي والشرق الاوسط السيد غوردن غراي ليؤكد في تصريح لقناة (الجزيرة) أن المبادرة المغربية "جدية ومسؤولة" بالنسبة لتسوية قضية الصحراء.

وقال المسؤول الأمريكي في هذا الصدد "لقد قدم المغرب، وبعد عدة شهور من الإعداد والعمل، مبادرة قمنا بدراستها ووجدناها جدية ومسؤولة"، داعيا إلى إيجاد حل يأخذ بعين الاعتبار تقرير المصير وفق الصيغ التي "تراها الأطراف متطابقة مع مصالحها"، ومشددا على أن "تقرير المصير لا يعني بالضرورة الاستقلال".

أما ديفيد ويلش مساعد كاتب الدولة للشرق الأوسط، فذكر بمناسبة جلسة بالكونغرس حول السياسة الأمريكية في شمال إفريقيا، بدعم واشنطن للمبادرة المغربية باعتبارها "جدية وذات مصداقية" ومن شأنها الدفع بالمسلسل نحو تسوية لمشكل الصحراء الذي يمثل عاملا لعدم الاستقرار في المنطقة.

والرئيس الأمريكي جورج وبوش نفسه ضمن برقية وجهها مؤخرا إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ارتياحه للجهود المبذولة من قبل جلالته من أجل تسوية قضية الصحراء.

وعلاوة على هذا الدعم الرسمي للإدارة الأمريكية، توحدت أصوات ما لا يقل عن 180 عضوا الأكثر تأثيرا بمجلس الشيوخ ، يمثلون الحزب الديمقراطي والجمهوري على حد سواء ، من أجل دعوة الرئيس بوش إلى دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي.

ووصف هؤلاء الأعضاء في رسالة وجهوها إلى الرئيس الأمريكي المبادرة المغربية ب"الواعدة" و"التاريخية" و"المجددة"، مشددين على أنها توفر "إطارا واقعيا من أجل إيجاد حل سياسي (للنزاع) متفاوض بشأنه".

وعلى المستوى الفردي، أدلى العديد من أعضاء مجلس الشيوخ بتصريحات تعبر عن دعمهم للموقف المغربي كما هو شأن توم لانتوس الذي اعتبر أن هذا المقترح يشكل "إشارة بقدوم يوم جديد"، أو لا نكولن دياز- بارلارات الذي وصف المبادرة المغربية ب"الحميدة " و"بالفرصة التاريخية من أجل تسوية نهائية" لقضية الصحراء، أو السيناتور نورم كولمان الذي أشاد بالجهود والنية الصادقة للمغرب الذي "أعطى الدليل على استعداده للعمل من أجل تسوية قضية الصحراء".

كما أشاد حوالي عشرين من قدماء المسؤولين السامين الأمريكيين بالتزام المغرب بوضع حد للنزاع المصطنع الذي يعيق تشييد صرح المغرب العربي الكبير حيث وجهوا أيضا رسالة إلى الرئيس الأمريكي يدعونه فيها إلى مواصلة تعاونه مع المغرب من أجل تسوية هذه القضية.

وبعد أن أشاد هذا الفريق من مقرري السياسة الخارجية، والذي تقوده وزيرة الخارجية سابقا السيدة مادلين أولبرايت، بالمغرب لاقتراحه "مبادرة تاريخية" و"حلا سياسيا ذا مصداقية"، أكد على الأهمية التي يكتسيها المغرب بالنسبة للولايات المتحدة.

يشار إلى أن الدعم الذي حظيت به المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالولايات المتحدة يكتسي بعدا خاصا لأنه يترجم تطابق وجهات نظر الإدارة والكونغرس الأمريكي.

كما صدرت هذه الرؤية المشتركة لهذا الملف عن أهم مراكز القرار في الولايات المتحدة.